الثلاثاء، 1 فبراير 2011

شمس يوما جديد

صباح جديد ..لانى من المستمعين جيدا للدكتور يحيى الجمل فقية الدستور الكبير فى مصر ..اجدني أتعلم منه مليا ..وحقا خطاب الرئيس مبارك جاء مبشرا بالخير كما كان ايضا مؤثرا . حقيقة بكيت معه فكما قلت مررا انا احب سيادة الرئيس لكنى اختلف معه فى سياسته وهذا حق مشروع لى كمواطنة فى بلد عظيم من مصر ..كل ما اتمناه هو انتقال السلطة فى سلام وحقن الدماء وتغير الدستور بما يسمح للجميع دون تميز بين مواطن و اخر ، ملاحقة الفسسدة وتجميد أموالهم، حل مشاكل البطالة واهمها حل مشاكل العشوئيات ، التجربة الاخيرة علمتنا ان نحب بعضنا اكثر ونثق فى مصر أنها لأولادها فى النهاية لذا لا يجب أن يعيش بيننا مهمش فى عشوائية ما ، ان كنا تعلمنا من ثورة مصر البيضاء واسميها هكذا لانها حملت شعار طيبة مصر الطاهرة بعفويتها دون عبث العابثين المتربصين بها ولهذا أؤكد فى كلمتى علينا ان نقف جميعا معا فى مساندة مصر و فقرائها ..أتمنى أن لا أرى شاب يغرق فى البحر ثانية ولا يهان مصرى فى بلد ما ثانية ولا أرى امراة مسنة مريضة لا تجد علاجا أو تامينا يتكفل بها و أتمنى أن نتقدم ونخلص فى عملنا ، نسعى معا لتطوير مصر لتقود العالم باسره كما كانت ونعيد لها وجهها الصبوح العفي لتصبح رائدة الأمة ..كفى ما واجهنا من مهانة وذل نتيجة ضعف وحاجة ..اليوم ميلاد يوم جديد فلننظر للامام ..لقد استمعت لكلمة الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء المصري الجديد وصدقونى هذا رجلا شريفا وتاريخ انجازته يحمل الكثير والكثير من التوفيق والمهنية والنزاهة و الرجل يدرك جيدا ان حكومته حكومة انتقاليه وسوف يسعى لتحسين الامور والاوضاع ، ومن لا يعرف السيد عمر سليمان ..هو أيضا رجلا نزيها وعكس ما يقال من اشاعات زائفة لا صحة لها .. هذا رجلا كانت تكرهه اسرائيل لانه من الذكاء ما كان يُخيفها جدا وله رؤيا استراتيجية رائعة فى المخابرات والملفات الحرجة هذا ولا يختلف عليه اثنان فى نزاهته ، إذا ما قام به الرئيس مبارك من إصلاحات لا يجب أن نغض الطرف عنها أبدا ..لكن مع هذا الطريق طويل ...لذا من هذا الوقت اجد انه علينا كمصريون الاستعداد لهذه المهمة الصعبة فى اختيار رئيسا مناسب قيمة الجديدة و أن نعي جيدا أن العناصر الجدية القابلة لتصبح قابلة لمهام رئيس جمهورية مصر العربية قليلة بل نادرة جدا ..لذا من واجبنا التروى التروي التروي لما لا نهاية ونختار بحرية وشفافية لاجل وطن يعيش فى سلام ونتقدم معا فى خطى ثابتة ..و لك الله يا مصر ..يا شمس التاريخ والحضارة والنور دمتى بخير و سلام

الأربعاء، 19 يناير 2011

الأمن القومي المصري إلى أين?


كانت صدمة كبيرة لكنها متوقعة أجل بكى القلب و خلدت الدموع موقعها فى العين ..ومع هذا كنت كما كثيرون نرى ان هناك مؤشرات خطيرة ستقود بنا لكارثة وشيكة وهاهى قد حلت بثوبها الحزين البشع ..

لم يكن مفاجاة للجميع ان هناك ايادى خبيثة تسعى للنيل من مصر وصرفها عن قضايا الوطن العربي وبخاصة فلسطين ..لم يكن مفاجاة انا هناك من يمتعض لفكرة تواجد مصر فى العراق من جديد ، لم يكن مفاجاة أن تكشف مصر شبكات التجسس واحدة تلو الاخرى ، لم يكن مفاجىء أن نعرف ان هناك قوى تسعى لبث الفتنة والوقيعة وشنق مصر تحت اقدام عبث العابثون من المتطرفون المسلمون والمسيحيون من سُمح لهم بالتدخل واللعب وبث مواطن الفتن فى نفس المواطن البسيط من خلال إعلام فاسد أو شبكة الانترنت التى فتحت بابا من الجحيم أمام مصر ..

لكنى مازلت متعجبة كل العجب من سياستنا الغريبة التى تعلم بوجود تربص من قبل الجماعات الاسلامية المتطرفة وتتركها دون ملاحقة قبل ان تصل يدها لأمن مصر ..وأتعجب من مصر أن تترك تلك الاصوات الشاذة من أقباط المهجر والذين يسعون بكل جهد لبث الوقيعة تحت شعار حقوق المسيحين واضطهاد المسيحين وها نحن اليوم نقدم لهم هدية ثمينة تؤكد مزاعمهم ..و لا ادرى طالما هناك دستور يعطى حق المواطنة للمسيحى كما المسلم أين هى المشكلة؟ ..طالما هناك قانونا قويا يطبق على الارض ينظم حياة الشعب أين نجد المشكلة ؟

لماذا لم نجلس منذ سنوات على طاولة التفاهم والتقارب حتى نعالج المشاكل بموضوعيه ؟ لماذا نترك الساحة الدينية للعبث خاصة أن الدولة حددت الخطاب الدينى عند المسلمين ، فلماذا لم تضع الكنيسة أيضا تحت رعايتها كما فعلت مع الأزهر والأوقاف أليس المسيحى كما المسلم شركاء فى الهوية والمواطنة المصرية ؟!

نحن من ترك يد الإرهاب الآثمة تصل إلينا وتعيق تقدمنا وتحبس أنفاسنا لمستقبل أظنه بات مجهولا إن لم يتحد ويقف العاقلون يد بيد أمام وجه الارهاب والفتنة ..

هل يمكن ان أقول ان مصر بهذه الكارثة ستعوض ما قد كان وتصلح ما قد فسد ؟ هذه أمنية العام الجديد والذى فتح علينا أبوابه بكارثة ستظل عالقة فى الأذهان وتبكي القلب كما الروح

الشيخ الرواي : ليس هناك ما يمنع ان يكون الرئيس مسيحيا


فى سابقة مميزة قال الشيخ محمد الرواي فى لقاء تلفزيونى معه مع قناة الازهرى انه ليس هناك مانع انو يتولى الحكم مسيحيا طالما كان يتميز بالعدل والنزاهة وسوف يراعى واجبات .من ناحية اخرى طالب الشيخ بضرورة السماح بانشاء حزب للاخوان المسمين وقال انهم تعبوا كثيرا من نشاءة الحزب على يد المرحوم الشيخ سيد البنا وانهم يستحقون ان يكون لهم حزب يعبر عنهم ونفس الشىء للاخوة المسيحين من حقهم ان يكون لهم حزبا يعبر عن قضاياهم ومشاكلهم ..ويعتبر تصريح الشيخ محمد الرواي وهو احد كبار العلماء للامة الاسلامية تصريحا هاما والاول من نوعه من رجل دين فى قيمة سيادة الشيخ ..وتميز الحوار بالتسامح والسلام النفسي ..وانا بدورى من هنا يا سيدي أشد على يدك وليبارك الله فى رايك الموفق
..لم يبق سوى ان الراى يفعل ويحترم ويتخذ به

إستفتاء السودان والأمن العربي القومي

كثيرا هى التكهنات والتوقعات التى باتت تسود الشارع العربي والمواقع الإلكترونية المهتمه بالشأن السوداني والحقيقة الموضوع بات أكثر من مجرد توقع لأن كل المؤشرات القادمة تؤكد على إختيار الجنوبين للإنفصال . وبالتالي لأننا الآن إستيقظنا .. وبدأنا نشعر بالتهديد الوشيك .. تدفقت حركة زيارات المسئولين العرب للسودان بكلا شطريه ربما لإحتواء الأزمة التابعة لما سوف ينبثق عنه الإستفتاء ، أو ربما للتأثير المسبق على الجنوب حتى يقبلوا بفكرة إتحاد الشطرين مرة ثانية ..
وعلى كل الأحوال فى الواقع أن هذا الزخم من الزيارات يسبقه إهتمام عربي كبير سواء عند الحكومات العربية أو من ناحية المواطن العربي البسيط من إستيقظ فجأة من غفوته على كارثة كبيرة أوشكت على الإنقضاض عليه.. وهذا بالضبط ما أثار حفيظة الكثيرون خاصة ممن يشعرون بأن هناك مؤامرات أجنبية تُحاك و أن هناك قوى تسعى لتقسيم الدول العربية إلى دوليات صغيرة مفتته ..و فى النهاية هذا كله يرمى فى مصلحة إسرائيل العدو الأول من يتربص بوحدة العرب ويخطط لهزيمته المنكرة .
وعليه أصبح هناك تخوف كبير فى حال نجحت تجربة إنفصال السودان .لأن ربما يسمح هذا بتكرارها فى العراق والسعودية والمغرب و ربما دول أخرى ... مثل اليمن !
وبنظرة أكثر موضوعية دعونا نرى كيف هى الصورة إن حدث الإنفصال بين شطرى السودان الشمالي والجنوبي وتأثيره المباشرعلى الأمن القومى العربي .. أولا سيصبح جنوب مصر تحت تهديد دولتان سودانيتان أحدهما متشددة فى الشمال و أخرى موالية لإسرائيل فى الجنوب!
أيضا هذا الإنفصال ربما يفتح شهية البعض مثل أكراد العراق فيطالبون بالإنفصال و عليه يطلب جنوب العراق بالإنفصال ..لتصبح دولة العراق مجموعة من الدويلات الصغيرة تسعى إسرائيل مبدئيا لإكتساب مواقع إستراتيجية حيوية على أرضيها .
وبالطبع لا يمكننا أن ننسى اليمن وما يحدث على أرضها من صراع دامي .. وهذا أيضا ينبىء أن الإتحاد اليمنى شمالا وجنوبا مُعرض للإنفصال ، و ربما أطراف النزاع تتسع ليشمل التقسيم على حسب المذهب الدينى والعرقي.
السعودية كذلك ليست بعيدة عن الأحداث منذ سنوات بدأ الصوت الشيعى فى الإزدهار ، فربما نرى شيعة السعودية يصاعدون مواقفهم ويطالبون بالإنفصال ..وتشاركهم البحرين كذلك .. ولن ننسى بالطبع لبنان وهذا الصراع القوى الذى نشهده منذ سنوات فوق أراضيها..
فى أقصى الغرب هناك عودة متفاقمة لتصاعد الخلافات حول الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب ..و المغرب نفسها فى صراع مع حركة البوليساريو .. وهكذا تتكرر العدوة فى جميع بلاد العرب حتى أصبحت وباءاً حقيقيا ..والسؤال هنا .. هل كنا نعرف مسبقا أن هذا سيحدث يوما ولم نسارع بتقديم الحل قبل حلول الكارثة ؟ أم أننا تجاهلنا المشكلة وكأننا لسنا معنين بها ولن تمسنا بضرر ؟ أين دور الجامعة العربية و بماذا أفادت الشعوب تلك القمم العربية المتواليه إذا كانت هذه هى النتيجة المؤسفة؟
الواضح أن وطننا العربي أصبح مثله مثل الأسد الهرم من خر صعقا تحت قاذفات السماء المتتالية من مطر غزيز ورعد و برق حتى تعثر وطالت سقطته فتنحى عن دوره وترك لغيره ممن يريدون العبث بمصالحه أن يفعلون ما يشاؤون به ..
وإلا لما كنا عشنا هذا اليوم الذى نتجاهر فيه بالكراهية لبعضنا البعض ونتحارب لأجل الإنفصال .. و ليس لأجل الوحدة العربية التى أظنها باتت حلما من قديم الزمان لم يعد يصلح للتحليق ومعه رحلت فكرة الأمن العربي القومي .وعليه لم يبق أمام المواطن العربي سوى الإنتظار لما سيحل عليه بعد إعلان نتيجة إستفتاء السودان فى التاسع من يناير القادم ! أو ربما هذه النتيجة تحرك فيه شيئا وتعيد لديه الرغبة فى العودة و الكفاح لأجل الوحدة والنهضة العربية .. وسبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي .

الروائية الكاتبة : عبير المعداوي

التطهير الدينى بعيون مختلفة


انتشر مؤخرا استخدام كلمة التطهير الدينى والتى بدأت بعد الإعتداء الآثم على الكنائس و إستهداف المسيحين فى العراق ونيجيريا ومصر.والواضح أن الكلمة لم تعد مجرد كلمة عابرة فى الصحف و قنوات الأخبار ، لكنها إنتقلت لتأخذ إهتماما سياسيا وهذا ما ظهر فى حديث الرئيس الفرنسي ساركوزى مؤخرا حينما قال أن ما يحدث للمسيحين فى الشرق الأوسط و أفريقيا ما هو إلا تطهير دينى، أى ما يعنى أن البلاد الإسلامية تطرد أصحاب الديانات الأخرى من المواطنين القائمين على أرضهم..
فى الواقع هذ هو الشىء الذى دفعنى للتساؤل من صحة هذا التحليل ؟ فهل ما يحدث فى الواقع من إعتداءات على مسيحين الشرق الأوسط هو تطهير دينى ؟! وإن كان الأمر كذلك من المسئول عنه ؟ ..لهذا السبب أحببت أن ألقى الضوء على هذا الموضوع الهام بوجهات نظر مختلفة .. ربما نصل لشىء من الحقيقة والتى بداية أراها تحمل أكثر من وجه رغم أن الحق ليس له سوى وجه واحد .
و لتكن البداية مع رؤية العرب فى عملية التطهير الدينى خاصة لأنهم المتهم الأول فى نظر الغرب ..
فى الواقع العرب يعتقدون أن الغرب هم المتهم والمُحرض على صناعة الإرهاب فى الشرق الأوسط و هذا لرغبتهم الأكيدة فى تقسيم الدول العربية والإطاحة بكل الحكومات الإسلامية عامة . فمنذ الحادي عشر من سبتمبر والعرب والمسلمون يشعرون أنهم متهمون دون ذنب . فربما يوجد بها أحد العناصر الشاذة من المتطرفين عند كل جماعة أو فريق ، لكن هذا لا يعنى أن باقى الفريق وما يحملوه من عقيدة أنهم متطرفون أيضا ويجب معاقبتهم .لكن للأسف هذا ما قد حدث ، فلقد تمت معاقبة العرب وإحتلال أراضيهم وقتل الأبرياء منهم فى أفغانستان والعراق بل وتطور الأمر إلى إهانة الدين الإسلامي ومطاردة كل ما هو مسلم فى أوروبا وأمريكا وكندا وإستراليا.
ومع هذا هم يرفضون أى إعتداء على الكنائس أو على أخوانهم المسيحيون لأنهم جميعا ينتمون للوطن نفسه ولا يجدون سببا للإعتداء عليهم أو طردهم . والحقيقة إن رأى هولاء العرب المعتدلون لا يختلفون مع الجماعات الإسلامية كثيرا والتى ترى أن المسلم قد اُمر فى القرآن الكريم أن يحمى أهل الكتاب من الديانات الأخرى وألا يعتدى عليهم .و يظنون أن هذه الإعتداءات الأخيرة ما هى إلا سلسلة من الأعمال الإرهابية منذ إندلاع الحرب الغير شرعية على العراق و أفغانستان. خاصة أن بعض الجماعات المتشددة والمرتبطة بالقاعدة ممن يقومون بهذه الأعمال الإرهابية التخريبية يعتقدون أن هذه حرب صليبية على العرب والمسلمون، لذا استطاعوا أن يستغلون الأوضاع المؤسفة فى بعض البلاد وقاموا بجرائمهم. من جهة أخرى يرى الشارع العربي أن جميع الهجمات جاءت بسبب ما نُشر من ملفات ويكيليكس .
وعلى ذكر ملفات ويكيليكس ننتقل إلى رؤية الغرب فى التفجيرات والإعتداءات الأخيرة على الكنائس وإستهداف المسيحين فى الشرق الأوسط وأفريقيا والتى أظنها مختلفة عن وجهة النظر العربية... هذا لأنهم يعتقدون أن السبب الرئيسي خلف الإهارب هو التشدد الديني الإسلامي وفرضه لقوانينه على العالم .. وأنه لا يقبل بالآخر ولا يحترمه ومن ثم هو لا يقبل بوجود أى مسيحي أو أى دين آخر على أراضيه . ويعتقدون أن ما تعانيه الدول الإسلامية والعربية من تخلف وجهل و نظم تفتقد للديمقراطية أصابت المواطن بحالة من اليأس والإحباط وولدت لديه مشاعر بالكراهية للآخر والحقد عليه، جميعها أسباب مناسبة للإرهاب. أيضا يرون أن حكومات هذه الدول غير متسامحة مع الدين المسيحي ولا يوافقون على إعطاء اتباع هذ الدين حقوقهم مما يؤكد تقصير دور الدولة فى حماية هؤلاء المواطنين ويتوج فكرة التهجير لهم .
كان هذا رأى الغرب فى الإعتداءات على مسيحيون الشرق الأوسط ..لكن هناك أيضا وجهة نظر عند المواطنين المسيحيون فى الدول العربية والإسلامية. فهم يرون أن سبب هذه الأزمات وتعرضهم للهجمات الخطيرة هو بسبب مطالبتهم لحقوقهم والتى ترفضها الحكومات .أيضا هم يدعون أن التيار السلفى أصبح هو المؤثر والحاكم فى المنطقة وفرض قوانين المسلمين على المسيحين مما يخالف القواعد العامة لهم .وعليه هم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وهذا ما يرفضه كل مواطن مسيحيى .لكن سيطرة هذه الجماعات الإسلامية فى الواقع هى التى دفعت البعض للإصطدام . ليس هذا فقط بل أن حرب أمريكا على العراق كانت سببا فى سخط المسلمين المتطرفين على المسيحين العرب دون ذنب.
وهنا إن كنت تطرقت لآراء العرب والغرب ومسيحيون الشرق الأوسط ..أعتقد أنه يجب أن ننتبه للآراء العامة الموجودة على شبكة الانترنت من خلال المواقع الإلكترونية الغربية والعربية معا وبخاصة الفيس بوك والمدونات. وأهمية هذه الآراء تقع فيما تقدمه من أطروحة غريبة تميل نوعا ما لصناعة المؤامرات ضد الدول العربية والإسلامية ..فحسب هذه المواقع وهى تنقل آراء ومعلومات عن مناهضى الإسلام فى أوروبا و أمريكا .. تقول أنه منذ عام 1980 نشطت منظمات معادية للإسلام وظهر ما يسمى الآن بفوبيا الإسلام وإنتشرت فى جميع دول أوروبا تحديدا. و كانت هذه المنظمات تنادى بضرورة طرد المسلمون من أوروبا وخاصة الدول الغربية ويبدو أن الأمر توقف برهة من الوقت ، لكنه عاد مرة ثانية فى عام 1997 حينما لاحظ الأوربيون أن التعداد السكاني للمسلمون فى إزدياد مما أثار مخاوفهم من تحويل هوية الدول الأوروبية المسيحية إلى إسلامية وترافق هذا التخوف مع نشاط الحركات الإسلامية و فى نفس الوقت التدخل اليهودى الكثيف والذى أضفى خوفا حقيقيا على مستقبل وشكل أوروبا.
وهكذا منذ حادث 11 – 9- 2001 عادت هذه المنظمات لنشاطها ولكن هذه المرة بقوة وجدية أكبر وسعوا للتضيق على المسلمين بكل السبل ، مرة من خلال منع المساجد أو منع الأذان أو منع النقاب و الحجاب ، وتوالت الإهانات على المسلمين وليس هذا فقط بات الأمر أكثر عنصرية حينما تم طرد الكثير والكثير من المسلمين وبخاصة عند الأزمة الإقتصادية ..لكن كل هذا لم يحقق رغبة هذه المنظمات فى طرد المسلمين أو تقليل أعدادهم.. لهذا فى عام 2007 و2008 كثرت مطالبات هذه المنظمات بضرورة تدخل الحكومات الأوروبية لطرد المسلمين لكن بطبيعة الحال كانت إجابة الحكومات هى الرفض. و هنا نرى كثير من المواقع باتت تردد شائعة حول تورط متطرفون غربيون من أعداء الإسلام فى مؤامرة التطهير الدينى المسيحي فى الشرق الأوسط وأفريقيا وعلاقتهم بجماعات وهمية تحمل اسم الإسلام . فى الواقع لن استطيع الكتابة بخصوص هذه الشائعة خاصة أن ليس لدي إثباتات حولها ولكن لمن يهتم بالموضوع لعله يجد وسيلة للمعرفة الصحيحة .
وعلى أى حال نهاية أيا كانت الأسباب أو الدافع خلف الإعتداءات الأخيرة على مسيحيى الشرق الأوسط وأفريقيا والتى ما كانت لتحدث إلا إن كان خلفها أرضية صالحة لنشوب الفتن والأزمات .. أرى أن الجميع يلعبون دورا هاما فى هذا الملف ولعل الآن يجب علينا كعرب أن نقف وقفة حاسمة صامدة أمام أى مخطط من أى إتجاه ..وأن نسد كل الثغرات حتى يستتب الأمن وينهى العنف ضد الأبرياء ..نحن شعوب تحترم جميع الديانات فوق أرض لذاعلينا أيضا أن نعود للمحبة والسلام و نغرز قيم التسامح ونأخذها منهجا وشرعا فى التعامل مع الآخر دون النظر لدينه أوعرقه أو لونه أو جنسه .

الحرق ليس سبيلا لحياة أفضل


ليس هناك شك ان شباب العالم العربي يتعرض لحالة كبيرة من الضغوط النفسية بسبب يأسهم من إيجاد فرصة عمل كريمة تنجيهم من إرتكاب الرزائل او تذهب بهم الى طريق التطرف والانحراف ..وليس غريبا ان الشعوب النامية اجتمعو على شىء واحد ان البطالة هى العدو الاول وما يتبعها من مشاكل إجتماعية وسياسية خطيرة ..لكن مع هذا النموذج التونسي والذى قاده الشاب محمد البوعزيزى حينما قام بحرق نفسه وعلى اثرها قامت إنتفاضة الشعب ليست هى الطريقة المثلى لحل المشاكل .
بل أنه من الخطاء الكبير ان يتم تكرار هذه المأساة .والكلمة هنا موجهة للأعلام الذى اثر على الراى العام وربما كان يحرض على هذا ، أيضا السادة من قامو بنشر صور الشاب التونسي محمد البوعزيزى الذى حرق نفسه وتوفى عن اثرها واصبح مثلا يحتزى به ..هذا إعلام ضار ..يجب إعادة النظر فيه ومعاقبته على دفع الناس للإنتحار كي تحل مشاكلهم أو توريط حكوماتهم .. ايها السادة أصحاب الاقلام البارعة من اوروبا وامريكا .. يا من تقومون وتكتبون عن خطورة الاعتداء على النفس أو على الغير ما الفرق هنا؟ هناك روح توفت بالفعل و انسان خسر حياته للأسف. ربما لو كان انتظر وقام بالاعتصام السلمي لكان افضل له ولغيره ..ولا اعتقد ان الشعوب مضطرة لان تحرق نفسها كي تحصل على قوت يومها ولا اعتقد ان قتل النفس التى حرمها الله يمكن ان تكون منهجا يشرعه الانسان لتلبية رغباته الضرورية ..يجب ان تكون هناك وقفة حاسمة قوية ضد كل من تسول له نفسه ان يقتل ذاته أو من يشجع ويحرض لأهداف سياسة ..إستغلال أرواح البشر..و الزج بهم للخطر مخالف للقانون وللشرع وللحياة ..
و من هنا انتقل للنقطة الاخرى ..اليس بالاولى ان تحرق الحكومات نفسها التى دفعت الشباب الصغير للموت والاحباط وكراهية الحياة وفقدان الامل ..اليس اولى ان نتربص بأصحاب الفساد ونتعقبهم وتصادر املاكهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ؟ اليس من حق الشعوب الحياة و العيش بطريقة انسانية ؟
..أيها السادة تهميش الطبقة المتوسطة كان اكبر كارثة حلت بالعالم العربي ..ان يكون هناك إما فقيرا جدا او غنيا جدا ، هذه مسالة غير مقبولة تماما وتشير الى عجز السياسات الإقتصادية وفشلها . و يجب إعادة النظر بها من جديد. ثم لماذا ندفع الشعب للانتحار أو للإنقلاب بينما الحل السهل موجود؟ لماذا نعطى الفرصة للعدو المتربص ان يخترق الامن القومي .. لان هناك سياسة اقتصادية عاجزة عن تامين حق المواطن الاقتصادي وتهميشه حتى فشلت أن توفر له رغيف العيش ؟

أخيرا ايها الشاب يا من تقدم على حرق نفسك ..إعلم أنك لا تفيد نفسك ولا غيرك ..أنت الخاسر الأكبر بقتلك لذاتك..ربما لو سعيت وبذلت الجهد وإلتزمت الصبر والثبات من المؤكد أن وضعك وشانك سيتغير .. و الأهم لماذا عليك أن نقلد النماذج السلبية المحبطة ..اعلم انك فى النهاية انت من تختار حياتك كيف تعيشه
أما إن كان ما تفعله توجه سياسى يجب عليك أن تتاكد قبل أن تقوم بفعلتك انه ليس الفعل الامثل لإدانة نظامك والاعتارض على تعاني منه .. بل أن من المؤكد ان الله حينما اعطالك هذا الجسد كان يريد منك أفضل من أن تحرقه ..وكانك بحرقه تقول لله وحده انا ضد حياتك التى وهبتها لى ..فيعاقبك الله بحرمانك منها ومعاقبتك على جريمتك فى الاخرة