الأربعاء، 19 يناير 2011

الحرق ليس سبيلا لحياة أفضل


ليس هناك شك ان شباب العالم العربي يتعرض لحالة كبيرة من الضغوط النفسية بسبب يأسهم من إيجاد فرصة عمل كريمة تنجيهم من إرتكاب الرزائل او تذهب بهم الى طريق التطرف والانحراف ..وليس غريبا ان الشعوب النامية اجتمعو على شىء واحد ان البطالة هى العدو الاول وما يتبعها من مشاكل إجتماعية وسياسية خطيرة ..لكن مع هذا النموذج التونسي والذى قاده الشاب محمد البوعزيزى حينما قام بحرق نفسه وعلى اثرها قامت إنتفاضة الشعب ليست هى الطريقة المثلى لحل المشاكل .
بل أنه من الخطاء الكبير ان يتم تكرار هذه المأساة .والكلمة هنا موجهة للأعلام الذى اثر على الراى العام وربما كان يحرض على هذا ، أيضا السادة من قامو بنشر صور الشاب التونسي محمد البوعزيزى الذى حرق نفسه وتوفى عن اثرها واصبح مثلا يحتزى به ..هذا إعلام ضار ..يجب إعادة النظر فيه ومعاقبته على دفع الناس للإنتحار كي تحل مشاكلهم أو توريط حكوماتهم .. ايها السادة أصحاب الاقلام البارعة من اوروبا وامريكا .. يا من تقومون وتكتبون عن خطورة الاعتداء على النفس أو على الغير ما الفرق هنا؟ هناك روح توفت بالفعل و انسان خسر حياته للأسف. ربما لو كان انتظر وقام بالاعتصام السلمي لكان افضل له ولغيره ..ولا اعتقد ان الشعوب مضطرة لان تحرق نفسها كي تحصل على قوت يومها ولا اعتقد ان قتل النفس التى حرمها الله يمكن ان تكون منهجا يشرعه الانسان لتلبية رغباته الضرورية ..يجب ان تكون هناك وقفة حاسمة قوية ضد كل من تسول له نفسه ان يقتل ذاته أو من يشجع ويحرض لأهداف سياسة ..إستغلال أرواح البشر..و الزج بهم للخطر مخالف للقانون وللشرع وللحياة ..
و من هنا انتقل للنقطة الاخرى ..اليس بالاولى ان تحرق الحكومات نفسها التى دفعت الشباب الصغير للموت والاحباط وكراهية الحياة وفقدان الامل ..اليس اولى ان نتربص بأصحاب الفساد ونتعقبهم وتصادر املاكهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ؟ اليس من حق الشعوب الحياة و العيش بطريقة انسانية ؟
..أيها السادة تهميش الطبقة المتوسطة كان اكبر كارثة حلت بالعالم العربي ..ان يكون هناك إما فقيرا جدا او غنيا جدا ، هذه مسالة غير مقبولة تماما وتشير الى عجز السياسات الإقتصادية وفشلها . و يجب إعادة النظر بها من جديد. ثم لماذا ندفع الشعب للانتحار أو للإنقلاب بينما الحل السهل موجود؟ لماذا نعطى الفرصة للعدو المتربص ان يخترق الامن القومي .. لان هناك سياسة اقتصادية عاجزة عن تامين حق المواطن الاقتصادي وتهميشه حتى فشلت أن توفر له رغيف العيش ؟

أخيرا ايها الشاب يا من تقدم على حرق نفسك ..إعلم أنك لا تفيد نفسك ولا غيرك ..أنت الخاسر الأكبر بقتلك لذاتك..ربما لو سعيت وبذلت الجهد وإلتزمت الصبر والثبات من المؤكد أن وضعك وشانك سيتغير .. و الأهم لماذا عليك أن نقلد النماذج السلبية المحبطة ..اعلم انك فى النهاية انت من تختار حياتك كيف تعيشه
أما إن كان ما تفعله توجه سياسى يجب عليك أن تتاكد قبل أن تقوم بفعلتك انه ليس الفعل الامثل لإدانة نظامك والاعتارض على تعاني منه .. بل أن من المؤكد ان الله حينما اعطالك هذا الجسد كان يريد منك أفضل من أن تحرقه ..وكانك بحرقه تقول لله وحده انا ضد حياتك التى وهبتها لى ..فيعاقبك الله بحرمانك منها ومعاقبتك على جريمتك فى الاخرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق